الخرطوم – الجماهير: أثار تدمير جسر شمبات، أحد أهم الجسور في العاصمة السودانية الخرطوم، تساؤلات حول المستفيد والفاعل من هذه العملية.
وبينما تبادل طرفا النزاع في السودان الاتهامات بشأن تدمير الجسر، تشير أدلة متزايدة إلى أن القوات الخاصة الأوكرانية قد تكون قد لعبت دورًا في هذه العملية.
طرح السودانيون سؤالا مهما من هو المستفيد من هذا التدمير؟
في جول سريعة على منشورات انصار نظام الرئيس المخلوع عمر البشير، في شبكات التواصل الإجتماعي المختلفة، يمكنك ان تجد الإجابة.
وبحسب ما نشر على حساباتهم منذ اندلاع الحرب بين الجيش والدعم السريع في ابريل المنصرم، يعتقد انصار النظام البائد أن تعطيل جسر شمبات خطوة ضرورية، لانها ستخلف عقبات أمام حركة الإمداد العسكري لقوات الدعم السريع.
وطالب المدون حسابو البيلي في 14 اغسطس الماضي بتدمير جسر شمبات، وقال: ” تكلفة بناء كبري شمبات لن تتعدى 70 مليون دولار وتكلفة طلعة السوخوي ما بتتجاوز ال 20 الف دولار تقديرات الخسائر فى الحرب الحالية تفوق ال 150 مليار دولار، إذا تم ضرب كبري شمبات من اول يوم لكان الواقع في الميدان مختلف”.
لكن السؤال الاهم الذي يعقب سؤال من المستفيد من تدمير الجسر، هو كيف تم ذلك وهل هناك بصمات لقوات خارجية؟
فالجيش السوداني حاول خلال الست اشهر الماضي، تحيد جسر شمبات و اخراجه عن الخدمة، لكن دون جدوى. ويقول مصدر عسكري قبل أشهر لـ “الجماهير” لو أتيحت الفرصة للقوات المسلحة تفجير جسر شمبات، لكانت فعلت ذلك منذ وقت طويل”.
تشير أدلة متزايدة إلى أن القوات الخاصة الأوكرانية قد تكون قد نفذت سلسلة من الهجمات ضد قوات الدعم السريع في السودان، بما في ذلك تدمير جسر شمبات.
ففي سبتمبر الماضي، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إنه عقد اجتماعًا مرتجلًا مع رئيس المجلس السيادي السوداني، عبد الفتاح البرهان، أثناء سفره عبر مطار شانون الأيرلندي. وقال في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي: “ناقشنا التحديات الأمنية المشتركة بيننا، وتحديدا أنشطة الجماعات المسلحة غير الشرعية التي تمولها روسيا”.
وفي أكتوبر الماضي، كشف مستشار في وزارة الدفاع السودانية أن أوكرانيا تشارك الجيش السوداني بخبراء ومدربين في مجال الطائرات المسيرة.
وفي نوفمبر الماضي، نشرت شبكة “سي إن إن” الأميركية تحقيقًا كشف عن أن القوات الخاصة الأوكرانية على الأرجح نفذت سلسلة من الهجمات باستخدام طائرات مسيّرة ضد قوات الدعم السريع.
وقالت الشبكة إنها حصلت على مقاطع فيديو تكشف أن هجمات نفذت ضد قوات الدعم السريع تحمل بصمات الجيش الأوكراني. فقد استُخدمت مسيّرتان متاحتان تجاريًا ويستخدمهما الأوكرانيون على نطاق واسع في 8 غارات على الأقل ضد قوات الدعم السريع، كما أظهرت مقاطع الفيديو كلمات بالأوكرانية على أجهزة التحكم التي تدار بها المسيّرات التي استهدفت الدعم السريع.
ونقلت “سي إن إن” عن خبراء قولهم إن التكتيكات العسكرية المستخدمة في تلك الهجمات، ومن أبرزها انقضاض الطائرات المسيرة على أهدافها على نحو مباشر وسريع، غير مألوفة في السودان وأفريقيا بشكل عام.
كما نقلت عن مصدر عسكري أوكراني -لم تكشف عن هويته- قوله إن تلك الهجمات ليست من عمل الجيش السوداني، مرجحا أن تكون القوات الأوكرانية الخاصة تقف وراء هذه الهجمات.
وبحسب صحيفة “كييف بوست”، فقد نشرت في الخامس من نوفمبر الجاري، مقطعي فيديو يُزعم أنهما يظهران عناصر من القوات الخاصة الأوكرانية قالت انهم ينفذون هجمات تدميرية على تجمع لقوات الدعم السريع في احدى مناطق العاصمة الخرطوم.
إذا كانت هذه الأدلة صحيحة، فهذا يعني أن أوكرانيا قد تكون قد لعبت دورًا في تدمير جسر شمبات. فهذه العملية تتطلب قدرات عسكرية متقدمة، مثل الطائرات المسيرة، وهي قدرات تمتلكها أوكرانيا.
ولكن من المهم ملاحظة أن الحكومة الأوكرانية لم تعترف رسميًا بنشر مشغلين ميدانيين في السودان ولا بإجراء عمليات تستهدف مقاتلي الدعم السريع في البلاد.
وفي كل الأحوال، فإن تدمير جسر شمبات يمثل تطورًا خطيرًا في الصراع الدائر في السودان. فهذا الجسر هو أحد أهم الجسور التي تربط بين ضفتي نهر النيل في السودان، ويعد تدميره تعطيلًا خطيرًا لحركة التنقل والتواصل بين أنحاء البلاد.