رأي

بشرى علي يكتب: حقيقة الخلاف بين كتيبة البراء بن مالك والبرهان

بشرى علي

السبب الأساسي هو عدم تحقيق نتائج عسكرية ملموسة  على الأرض وتمدد قوات الدعم السريع في كل أنحاء السودان. فحتى هدف اقتلاع الإذاعة من الدعم السريع قد خبا بريقه بعد انتقال الحرب إلى سنار والنيل الأزرق، ثم القضاء على جيش الحركات المسلحة في دارفور.
كتائب البراء لا تستطيع الحرب خارج حواضنها الاجتماعية في ولاية نهر النيل ، وهي غير مدربة لمحاربة قوات الدعم السريع في الجزيرة والقضارف ودارفور.
أما السبب الثاني هو المخاوف الإقليمية من عودة الإسلاميين للحكم في السودان، وهذا سيعطي الدعم السريع مكانة دولية لم يكن يحلم بها، وبالفعل المتابع للخطاب الإعلامي لقوات الدعم السريع يجد أنه يتطرق لقضية الحرب مع الدواعش والإرهابيين الإخوان، وهذا التناول منحه تفويضًا ضمنيًّا لمحاربة الإرهاب.
والسبب الأخير والخطير هو تسليح كتيبة البراء بمعزل عن الجيش وخاصة امتلاكها لسلاح المسيرات “مهاجر 6 الإيرانية” والتي ربما تستخدم في الهجوم على إسرائيل وفق تفاهمات سرية مع دولة إيران، وهناك حديث عن حجز سفينة في البحر الأحمر كانت تحمل مسيرات من طراز “مهاجر 6” لصالح كتيبة البراء بن مالك ولم يكن الجيش يملك معلومات عن تلك الشحنة، ولا ننسى أن كتيبة البراء بن مالك بلغت بها الثقة بالنفس لتقول إن عديد قواتها وصل إلى 50 ألفًا، بينما لا يتجاوز عدد أفراد الجيش النظامي 15 ألفًا أغلبهم غير صالح للخدمة العسكرية!
البرهان ليس في حالة عداء مع كتيبة البراء أو ينوي الاصطدام بها في هذا التوقيت الحساس، ولن يحدث ذلك إلا إذا توقفت الحرب أو عاد للتحالف مع قوات الدعم السريع والتي تملك ملايين الأسباب للفتك بكتيبة البراء وتقطيع أوصالها وإقتلاعها من الجذور.
فكل شيء ممكن في السياسة، ولكن الحرب طويلة الأمد سوف تضعف الجيش وتقوي من كتائب الإسلاميين وتمنح الدعم السريع leverage بكونه يحارب الإرهاب في السودان.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى
error: شارك الخبر، لا تنسخ