ثقافةسينما

فيلم “ورقة بيضاء” يثير الجدل في بيروت

دارين حمزة

بيروت: الجماهير

أثار فيلم “ورقة بيضا” الذي يبدأ عرضه في الصالات اللبنانية اليوم الخميس ردود فعل متفاوتة وجدلا حادا في صفوف الصحافيين والنقاد، بين من رأوا فيه فيلما عنيفا و”بذيئا” لا يعكس الواقع اللبناني، ومن وصفوه بأنه نقلة نوعية “بمعايير عالمية.”

ويتناول الفيلم الذي تولى إخراجه الفرنسي هنري بارجيس وأنتجه طارق سكياس، قصة لانا (دارين حمزة)، وهي أم وزوجة أدمنت لعبة البوكر، يقودها هوسها مع صديقتها جيني (الكسندرا القهوجي)، مدمنة المخدرات والرجال، إلى العالم السري وأجواء العصابات، فتتورطان في مشاكل مع قاسم (غبريال يمين)، الرجل الدموي الذي لا يرحم.

مشهد من الفيلم

يقول بارجيس في مقابلة وزعت مع الملف الصحفي للفيلم إن “ورقة بيضا”، الذي تمتد أحداثه  لساعة و45 دقيقة، “فيلم قاس وعنيف أحيانا، ولكن العنف فيه مطعم بالفكاهة، على غرار عالم (المخرجين الأميركيين) الأخوين (جويل وإيثن) كوهين أو عالم (المخرج) كوينتن تارانتينو.”

وأضاف “ثمة لمسة فكاهية في المشهد أو في النص، تخفف من مأسوية الحالة”.

لكن هذا النمط السينمائي غير المألوف في السينما اللبنانية، والذي يزاوج بين المشاهد العنيفة والكوميديا السوداء، شكل صدمة سلبية لعدد من الصحافيين، فحملوا بشدة على الفيلم منتقدين ما احتواه من عنف و”بذاءة” و”إسفاف”، وفق تعبيرهم.

ووصف بعضهم الفيلم بأنه “إرهاب السينما اللبنانية” و”ورقة سوداء بتوقيع داعش”، فيما أخذ عليه آخرون تضمنه “جرعات من المحرمات في المجتمع اللبناني”، وعدم تعبيره عن واقع “وطن جبران (خليل جبران) وسعيد عقل وفيروز”.

ووصفت الصحافية كارولين بزي الفيلم بأنه يحتوي على عدد من المشاهد والشتائم “تتعدى الجرأة وتصل إلى حد الابتذال”.

أحد المشاهد

وقالت لوكالة فرانس برس “من بين كل عشر كلمات ثمة نحو تسع كلمات سباب، وثمة مشاهد يجب ألا تمر”. وأضافت “إذا كانت رسالة الفيلم تحذير الناس من مخاطر عالم القمار والمخدرات، فهو لم ينجح إطلاقا في تحقيق هذا الهدف”.

في المقابل نال الفيلم استحسان عدد كبير من الصحافيين والنقاد رأوا فيه فيلما “بمعايير عالمية”، يشكل علامة فارقة في تاريخ السينما اللبنانية.

ودافع الناقد محمد حجازي عن الفيلم، وقال لوكالة فرانس برس هذه “العبارات النابية والبذيئة” هي لغة “تجار المخدرات والخارجين عن القانون والاداب، وأهل المجتمع الدموي الذين يسلط الفيلم الضوء عليهم”.

واضاف “هذه لغتهم، ولو تكلموا بطريقة محترمة لكنا اعتبرنا أن في الفيلم مشكلة”.

أحد مشاهد الفيلم

وشبه الممثل غبريال يمين، الذي يؤدي دور زعيم العصابة في الفيلم أجواء العمل بأجواء أفلام “تارانتينو ومارتن سكورسيزي”، وقال “لا أعتقد أن هناك فيلما لبنانيا صنع قبله بهذه الضخامة”.

وأضاف “صحيح أنه إنتاج لبناني محض، لكنه يوازي الأفلام العالمية من مختلف النواحي”.

غير إن الناقد السينمائي اللبناني نديم جرجورة تحدث عن وجود “مشاكل سينمائية جديرة بالنقاش” في الفيلم، لكنه أانه “يعكس شيئا حقيقيا واضحا من طبيعة الحياة اللبنانية، أو بالأحرى جوانب منها على الأقل، بسوقيتها وبذاءتها وفوضاها وخرابها وأفعالها الجرمية وإحباطاتها وانكساراتها”.

وشدد على ضرورة أن يكون النقاش حول الفيلم فنيا وتقنيا “بعيدا عن أي موقف أخلاقي”، إذ أن “كل موقف أخلاقي إزاء السينما مناف لجوهر الفن السابع وإبداعه وحريتها وجمالياتها”.

ورقة بيضاء يثير الجدل

 

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: شارك الخبر، لا تنسخ