رأي

حافظ كبير يكتب: خطة مروي والتدخل المصري

التدخل المصري قديم. حتى قبل  إشعال الفلول للحرب، حيث استعانت بهم الاستخبارات العسكرية لتنفيذ ضربة محدودة عبر الطيران الحربي المصري من مطار مروي، لتحييد قيادة الدعم السريع وقتها. بحسب المخطط. 

هذا الأمر أدى إلى ذهاب قوات الدعم السريع إلى مطار مروي، حيث كانت الطائرات المصرية المتطورة رابضة في المطار، وكانت في أهبة الاستعداد لتنفيذ الضربة الجوية الخاطفة، والتي وفق للمخطط لا تتجاوز مدتها الساعات.  

مصدر عسكري رفيع نقل الخطة بأكملها لحميدتي الذي واجه البرهان بالأمر، وأنكر البرهان وقتها علمه بالمخطط، لدرجة أنه وافق بذهاب قوات من الدعم السريع إلى المطار، للتأكد من صحة المخطط وللتصدي له حال فكرت الجهة التي خططت تنفيذ مخططها. 

البرهان رغم نكرانه الصريح، إلا أنه وفقا للمصدر العسكري الرفيع، حضر تنويرًا محدودا عندها ذهب إلى مروي لمخاطبة حفل الزواج الجماعي في مارس 2023م، وعقب الاحتفال ذهب إلى قاعدة مروي الجوية، حيث تلقى تنويرا بالمخطط من قبل ضباط مصريين وسودانيين، والذين أكدوا له جاهزيتهم لتنفيذ المخطط الذي عرض أمامه بمشاهد تقريبية تستهدف بدقة أماكن إقامة القادة المحددين. 

أول ما انطلقت شرارة الحرب، وبعد افتضاح أمر المخطط المصري، سعت مصر للتواصل مع قيادة الدعم السريع لاستعادة ضباطها الذين وقعوا أسرى، وتركت سلاح الجو التابع للجيش الذي يتساقط مثل قطع الدومينو كباتنه وطائراته المهترئة، وبعدها تدخل الطيران الحربي المصري لتنفيذ ضربات نوعية، لتحييد القيادات، ومنهم حميدتي، إذ تلقى قادة سياسيون تنويرًا من ضباط مصريين وأكدوا لهم بصورة قاطعة مقتل حميدتي في هذه الضربات الجوية المصرية. 

لكن مصر التي كانت تسعى لإنقاذ الجيش المهزوم من مأزق السقوط والانهيار، لبست رداء الحياد، وسعت زورا من خلال مبادرة دول الجوار ومبادرات أخرى لوقف الحرب، حتى يستعيد حليفها المهزوم أنفاسه، في الوقت الذي يصف فيه الإعلام الرسمي لمصر القوات بأنها مليشيا. 

كان قادة الدعم السريع يعلمون بحجم التدخل المصري، لكنهم أجلوا المواجهة إلى حين، وعندما آن الأوان ووجهوا اتهام مباشر لمصر، لم تحتمل الأخيرة ساعات حتى عبرت عن موقفها الحقيقي في بيان وزارة خارجيتها الذي لا يشبه موقف الدولة المحايدة، أو الدولة المنخرطة في وساطة من أجل إنهاء الصراع العسكري.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى